وخلال الـ 24 ساعة اللي فاتوا بس، عدد الإصابات بالفيروس تجاوز الـ 349,691 شخص.. وده أكبر عدد تم تسجيله في العالم كله ف يوم واحد، من ساعة بداية تفشي الفيروس.. ومات منهم 2767 شخص!!
2767 بني آدم عندهم بيوت وأعمال وأب وأم وأبناء وشغل وطموحات وأحلام، كلهم في لحظة وما بين يوم وليلة بيتحولوا لجثث هامدة، بسبب جرثومة صغيرة أخطر من جيوش الأرض كلها، عمالة تزيد في خطرها بشكل بيهدد إنه يخرج عن السيطرة..
المشكلة كلها بدأت لما رئيس الوزراء ناريندرا مودي Narendra Modi الشهر اللي فات قرر إنه يسمح بالتجمعات الدينية والاحتفالات مرة تانية لما عدد الحالات اليومية في الدولة قل عن الـ 10 آلاف شخص.. وده المفروض إنه رقم كويس بالمقارنة بعدد سكان الهند المقدر بحوالي 1.3 مليار بني آدم.. ساعتها كان بيقول إن خلاص الهند وصلت لنهاية فيروس كورونا، وإنهم خلاص عبروا لبر الأمان..
سمحوا بالتجمعات ونزلوا الدرع بتاعهم عادي، وقالوا إن خلاص الأسوأ عدى.. لحد ما اتفاجئوا بكارثة بتضربهم بمعدل يومي، وصل حاليًا لمعدلات قياسية لم يتم تسجيلها في أي مكان في العالم كله منذ بداية العدوى.. واللي بيتقال حاليًا هو إن الفيروس حصلتله تحورات خطيرة في الهند خلته توحش بالمنظر ده، لدرجة إن حتى الناس اللي خدوا اللقاح بتاع الفيروس بيتصابوا ويموتوا مع اللي مخدوش اللقاح.. مفيش حاجة فارقة خالص معاه.. معظم اللي بيجيلهم مبيقدروش يتنفسوا، وبيتحطوا على جهاز أكسجين وهما بيجاهدوا عشان ياخدوا شهيق وزفير يديهم دقايق إضافية من الحياة..
تخيل كل يوم ما يقارب ال 3 آلاف شخص كان عندهم أحلام وطموحات وحياة كاملة، بيتحولوا لشوية رماد في محرقة جماعية، بسبب جرثومة صغيرة متتشافش بالعين المجردة!!
الوضع في الهند وصل لنكبة حقيقية تخليك تحزن على التردي اللي هما وصلوه.. حاجة كده تفكرك باللي كان حاصل في إيطاليا السنة اللي فاتت، لو ضربته في عشر مرات مثلًا.. وحاليًا منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض الأمريكي بيحذروا تحذيرات صارمة من أي سفر أو تعامل بأي شكل من وإلى الهند، واتحطت حاليًا في إنذار خطر بيولوجي متقدم من درجة Very High.. وتقدر تشوف اللينك ده من الموقع الرسمي للـ CDC لو مش مصدقني:
كل ده بيفكرك إن الفيروس لسه موجود ومؤثر وقاتل.. ممشيش ولا تمت السيطرة عليه ولا التغلب على تبعياته لسه خالص..
لسه العالم كله تحت رحمة الجرثومة الصغيرة اللي عمالة تتطور وتتحور كل يوم لشكل جديد دي، برغم كل التطور التكنولوجي والعلمي اللي وصلناله.. لسه مش قادرين نلاقي موارد كافية لإننا نتغلب عليها بشكل فعال.. ولسه النهاية بعيدة، وشكل العالم الجديد يوم بعد يوم بيترسخ أكتر إنه هيفضل مختلف تمامًا عن كل التصورات اللي كان الناس بيتخيلوها لما بيفكروا في المستقبل، وأكثر ظلامية بما لا يُقاس..
ربنا يزيل الغمة عن بني البشر، ويرفع الوباء عننا ويحفظنا جميعًا.