وانا شخصيا من محبي تصوير الطعام
ما الذي نبحث عنه في فن تصوير الطعام؟
المصور المحترف في تصوير الطعام، هو القادر على جعل المشاهد يكاد يلتهم الصورة المتلقطة لأكلة معينة، فمن خلال النظر إليها فقط يجب أن تؤثر على نفسيته وتسيل لعابه رغبة في تذوقها، لهذا على المصور أن يحاول البحث عن طريقة تساهم في جذب المشاهد إليها، وكيفية تقديم الطبق في الصورة قبل الواقع، وإلا فلن يكون بالمقدور حكم السيطرة على انتباه المشاهد. ربما ستشاركني نفس الرأي، عندما تذهب لأي مطعم، فأول شيء تركز عليه هو صورة الأكل المعروض في قائمة الطعام المقدمة لك من قبل النادل، خصوصا لو كنت ستتذوق تلك الأكلة لأول مرة.كما أنه يجب على المصور أن يبزر بوضوح الجانب أكثر أهمية وجذابة في الطبق الذي يقوم بتصوير، فلا يمكن أن يحقق جذب المشاهد بشكل كبير لو غاب فن الإبداع في التصوير. فالتعبير عن نوعية الطعام مهمة للغاية، هل هو حلو، مالح وماهي مكوناته؟ هذه الأسئلة يجب أن يجد لها المشاهد أجوبة سريعة بمجرد النظر لصورة الطبق. التحدي المهم في هذا الجانب هو تقديم طبق جذاب جدا دون أن يفقد جوهره طبعا. يمكن الإعتماد في بعض الأحيان على إضافة مجموعة من المكونات الغير صالحة للأكل قصد تزين الطبق فقط، فالهدف الأول كما سبق وأشرنا إليه سابقا هو تحقيق النداء البصرية قصد إثارة الرغبات فقط.
كيفية برمجة جلسة تصويرية باحترافية؟
- من المهم جدا إختيار الزواية المناسبة، ضبط الحامل الثلاثي أو الترايبود بشكل مناسب وبعدها تركيب الصورة.
- زاوية 45 درجة في اتجاه الأعلى، مع ميل طفيف إلى الجانب، تعتبر وضعية مثالية جدا لتصوير مختلف الأطباق. مع أن الفكرة تظل دوما مفتوحة لكل أنواع الإبداع والخيال قصد الحصول على نتائج جديدة وخاصة.
- ينصح دوما اختيار نسبة حساسية الأيزو الدنيا، لمنع ظهور الضجيج في الصورة.
- من الأهمية بمكان التنسيق في مسألة وضع مفارش الطاولة المناسبة مع الطبق المراد تصويره، في الغالب يعتمد على اللون الأحمر الغامق أو البني الفاتح الذي يعطى تأثير جميل جدا على الصورة.
- إن لم يكن المصور قادر على تنسيق الأدوات المرافقة للطبق، من الأفضل طلب مساعدة النادل أو الطباخ في هذا الجانب.
أما فيما يتعلق بأدوات التصوير، فعلى المصور أن يستعين بكاميرا ريفلكس قادرة على انتاج صور بجودة عالية، واستخدام عدسة ماكرو في هذا النوع من التصوير على غنى عنه، كما أن الحامل الثلاثي أو الترايبود يظل من الأشياء الأساسية في تثبيت الكاميرا ومنع ظهور أي إهتزاز غير مرغوب فيه.
يتم الإعتماد على عدسة الماكرو في هذا النوع من التصوير، نظرا لما يوفره من مميزات تجعل من عمل المصور أكثر سهولة ومنحه فرصة أكبر للإبداع، كما أن هذه العدسات تتيح للمصور إمكانية التركيز على التفاصيل الصغيرة للطبق المراد تصويره مع عدم نسيان قدرته الكبيرة على الإضاءة التي تعتبر السلاح الأول لأي مصور في الحصول على صورة نقية وصافية بنسبة كبيرة.
ماهي تقنيات الإضاءة المناسبة لتصوير الطعام؟
قصد الحصول على إضاءة مميزة ينصح تتبع الخطوات التالية:
- ينصح القيام بتصوير الطعام في يوم مشمس يمنح للمصور إضاءة كافية، ولا بأس في الإعتماد على العاكسات الناشرة.
- يستحسن وضع العاكسات الناشرة خلف الطبق، أي في الجهة المعاكس لمنبع الضوء الطبيعي، وذلك من أجل تحقيق توهج ودي على الطعام المراد تصويره. غالبا ما يظهر هذا التوهج بشكل رائع جدا على الملحاقات التي تضاف إلى الطبق، أو على الفواكه التي تتم إضافتها على الفطائر والحلويات. هذه الطريقة ينصح الإعتماد عليها في تصوير جميع أنواع الأطباق المختلفة، سواء كان طعام حلو، مالح أو وجبات أخرى…
- في حالة إن لم يحقق المصور الإضاءة الكافية والمناسبة عبر إستخدام عاكس ناشر واحد من الخلف، يفضل إستخدام ناشر آخر من الجهة الأمامية قصد إضاءة كل المناطق التي يمكن أن تظهر فيها الظلال الغير مرغوب فيها، التي يمكنها أن تدمر الصورة أو تقلل من قيمتها الجمالية.
كيفية التعديل أو تحرير الصور بعد إلتقاطها:
في هذه الفقرة لن أتحدث عن كيفية معالجة الصور عبر البرامج المختلفة المخصصة لهذا الغرض، فهي مسألة معروفة، بل سأقتصر على كيفية التعامل مع الصور المحصل عليها في النهاية. طبعا أي مصور، بعد الإنتهاء من أية جلسة تصويرية لابد له أن يقوم بمعاينة كل الصور التي إلتقاطها، بعدها يقوم بفرزها حسب جودتها وجماليتها، فيتختار الأفضل منها. في فن تصوير الطعام ليس كافيا الإعتماد على إختيار الصورة التي تكون جودتها عالية فقط، بل هناك عامل أخر مهم جدا يجب ألا يغفل عليها المصور، وهو ما مدى قوة جاذبية تلك الصورة للمشاهد، وهل هي كافية لفتح شهيته؟ فالغاية من تصوير الطعام هي جذب المشاهد إليها وفتح شهيته.