تأطير وتكوين الصورة هل هما كلمتان تعبران عن نفس الشيء أم أنهما مختلفتان تماما؟ قد يقول البعض أن هذه المسألة بسيطة وتعتبر من البديهيات البسيطة في عالم التصوير الفوتوغرافي. لكن في الواقع الكثير من المصورين المبتدئين لا يفرقون بين تأطير الصورة وتكوينها حيث أن غابليتهم يتصورون أن المصطلحين يعبران عن نفس الهدف، لهذا قررنا أن نقرب الفكرة أكثر ببساطة وشرح مفهوم كل مصطلح وتأثيره على النتيجة النهائية للصورة.
تأطير وتكوين الصورة يتم الإعتماد عليهما في جميع أنواع التصوير الفوتوغرافي بدون استثناء، التكوين عبارة عن قواعد يجب على المصور إحترامها، أما التأطير فهو لمسته الفنية ورؤيته الإبداعية في الصورة.
ماهو تكوين الصورة؟
تكوين الصورة بكل بساطة هو الإلتزام بتطبيق قواعد التصوير الفوتوغرافي المعروفة لدى عامة المصورين، فبدونها لا يمكننا أن نتحدث عن التكوين الصحيح. من بين هذه القواعد نجد:
- قاعدة الأثلاث: يطلق عليها أيضا قانون الثلث، تطبيقها يبقى أمر ينصح به بشدة ما عدا في بعض الحالات التي يمكن للمصور أن يكسر فيها قواعد التصوير قصد إدخال لمسته الخاصة على الصورة. هذه المسألة تختلف من مشهد لآخر، إما أن يمنح المصور ثلثين في أعلى الصورة وثلث واحد في أسفلها أو العكس.
المصور منح ثلثين للبحر وثلث واحد فقط للجبال والسماء |
- نقاط قوة التركيز: إختيار النقطة المناسبة من نقاط قوة تركيز الصورة، كما هو معروف أن أفضل نقطة من نقاط التركيز هي الموجودة في الجهة اليسري العليا للهدف المراد تصويره.
تطبيق قاعدة الأثلاث ونقاط قوة التركيز في الصورة |
- زاوية التصوير: التصوير من الزاوية المناسبة لإبراز الهدف الأساسي في الصورة عن باقي العناصر الثانوية المكملة لمشهد الصورة. هذا الأمر يمكن إستثماره أيضا في مسألة تأطير الصورة حيث أن المصور عندما يفكر في إضافة إطار طبيعي على الصورة أكيد يتوجب عليه التصوير من عدة زوايا حتى يصل للحصول على ما يريده.
- مثلث التعريض: الموازنة بين عناصره للحصول على الإضاءة المناسبة والجودة المثالية في الصورة الملتقطة.
- الوضع اليدوي: إستخدام الوضع اليدوي بدلا من الأوضاع التلقائية في الكاميرا، هذا يساعد المصور في التحكم الكامل في كل الإعدادات التي يحتاجها بكل حرية.
طبعا هناك قواعد أخرى لا داعي لذكرها كلها، فالمهم هو أن تفهم معنى تكوين الصورة والأشياء التي تؤثر عليها. التكوين المثالي للصورة هو الذي يراعي فيه المصور حدود التقييد بالقواعد والتقنيات المتعارف عليها في منظومة التصوير الفوتوغرافي.
لاحظ الفرق في الصورتين أثناء تطبيق قاعدة الأثلاث |
ماهو تأطير الصورة؟
تأطير الصورة مشتق من كلمة إطار، يعني إضافة إطار إلى الهدف الرئيسي للصورة، طبعا لا أقصد الإطار الذي يتم إضافته إلى الصورة عبر برامج تحرير وتعديل الصور مثل الفوتوشوب. الأمر مختلف تماما، حيث أن المصور يختار شيء طبيعي في مشهد الصورة فيجعله إطار خاص بالهدف الرئيسي فيها.
يمكن تشبيه تأطير الصورة بالإخراج، يعني لو إخترنا ثلاثة مصورين لتصوير نفس الهدف في مشهد صورة معينة وبنفس الشروط، أكيد أن المصورين الثلاثة سوف يتفقون على مسألة التكوين ولن نلاحظ فوارق كبيرة فيها، أما فيما يخص التأطير بكل تأكيد ستنجد إختلافات كثيرة، حيث أن كل واحد منهم سوف يقوم بإخراج صورته من خلال أفكاره الخاصة، نظرته للهدف، ما مدى تأثيره فيه والرسالة التي يريد أن يعبر عنها بها.
العناصر التي يتم الإعتماد عليها في التأطير المناسب للصورة تكون عادة:
- إتجاه حركة الهدف: التحكم بإتجاه حركة الهدف في الصورة له علاقة مع زاوية التصوير التي اختارها المصور، حيث أن تحديد إتجاه حركة الهدف له وزنه وتأثيره على المُشاهد. غالبا ما يكون هذا الإتجاه إما متجه إلى وسط الصورة أو إلى خارجها لكل واحد منهما قيمته الفنية والجمالية.
- إتجاه النظرات: هذا النوع من التأطير عادة ما يتم توظيفه في تصوير البورتريه، حيث أن تغير إتجاه نظرات الشخص المراد تصويره يعبر عن قصة وحكاية خاصة، وبمجرد تغيير إتجاه النظرات بدون أن يتحرك من مكانه وكذا دون تغيير زاوية التصوير سوف يتغير موضوع الصورة بشكل أو بآخر.
أمثلة توضح التأطير المثالي للصورة:
توظيف القنطرة بمثابة إطار جميل للصورة |
إستخدام النافذة الجانبية للسيارة كإطار لمشهد الصورة |
الاعتماد على دائرة لوضع إطار جميل لصورة بورتريه |
توظيف فتحة صخرية لوضع إطار جميل للجبل المقابل لها |
تأطير جميل للمدينة من خلال فتحة صغيرة |
كانت هذه مجموعة من الأفكار المتعلقة بتكوين وتأطير الصورة، في الواقع هما شيئان مختلفان في المفهوم والتأثير، لكن الصورة المثالية التي تحمل الرسالة المعبرة بلمسة فنية من المصور تحتاج إلى الموازنة بينهما حيث لا يمكن تصور صورة إبداعية مميزة بدون تكوين جيد وتأطير مناسب.